تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧١
وقوله: (وذلك جزاء الظالمين) يحتمل: أن يكون من قول هابيل لأخيه، ويحتمل:
أن يكون إخبارا من الله تعالى لمحمد - عليه السلام -، قال الفخر: وقوله تعالى:
(فطوعت له نفسه قتل أخيه) قال المفسرون: معناه: سهلت له نفسه قتل أخيه. انتهى.
وقوله سبحانه: (فأصبح من الخاسرين): أصبح: عبارة عن جميع أوقاته، وهذا مهيع كلام العرب، ومنه: [المنسرح].
أصبحت لا أحمل السلاح ......... البيت.
وقول سعد: فأصبحت بنو أسد تعزرني، إلى غير ذلك من استعمال العرب، ومن خسران قابيل ما صح، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ما قتلت نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها "، وذلك لأنه أول من سن القتل.
(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (32)) وقوله تعالى: (فبعث الله غرابا...) الآية: قيل: أصبح في ثاني يوم قتله يطلب إخفاء أمر قتله، فلم يدر ما يصنع به، فبعث الله غرابا حيا إلى غراب ميت، فجعل يبحث
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة