تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٣
(ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك) في كل عصر يسرفون، ويتجاوزون الحدود.
(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم (34)) وقوله سبحانه: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله...) الآية: روى أنس بن مالك وغيره: " أن الآية نزلت في قوم من عكل وعرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، ثم إنهم مرضوا، واستوخموا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن يكونوا في لقاح الصدقة، وقال:
" اشربوا من ألبانها وأبوالها "، فخرجوا فيها، فلما صحوا، قتلوا الراعي، واستاقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم، فبعث الطلب في آثارهم، فأخذوا، قال جميع الرواة: فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديهم وأرجلهم من خلاف، وسمر أعينهم، - ويروى: وسمل - وتركهم في جانب الحرة، يستسقون، فلا يسقون "، فقيل: إن هذه الآية ناسخة لفعله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين، ووقف الأمر على هذه الحدود.
وقال جماعة: إنها غير ناسخة لذلك الفعل، لأن العرنيين مرتدون، لا سيما، وفي
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة