تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٠
وقال عمر بن الخطاب وغيره: لا يتيمم الجنب البتة، بل يدع / الصلاة حتى يجد الماء.
وقوله سبحانه: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج...) الآية: الإرادة صفة ذات، وجاء الفعل مستقبلا، مراعاة للحوادث التي تظهر عن الإرادة والحرج: الضيق، والحرجة: الشجر الملتف المتضايق، ويجرى مع معنى هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم: " دين الله يسر "، وقوله - عليه السلام -: " بعثت بالحنيفية السمحة "، وجاء لفظ الآية على العموم، والشيء المذكور بقرب هو أمر التيمم، والرخصة فيه، وزوال الحرج في تحمل الماء أبدا، ولذلك قال أسيد: " ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ".
وقوله سبحانه: (ولكن يريد ليطهركم...) الآية: إعلام بما لا يوازي بشكر من عظيم تفضله تبارك وتعالى، و (لعلكم): ترج في حق البشر، وفي الحديث الصحيح عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها "، رواه مسلم، والترمذي، وفي رواية له: " التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملأه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر "، وزاد في رواية أخرى: " ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب، حتى تخلص إليه ". انتهى.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 355 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة