تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١١٠
وهو يقدر عليه، - قال بشر: أحسبه قال: تواضعا -، كساه الله حلة الكرامة "، وحدث الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي بسنده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من كف غضبه، كف الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه، ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره ". اه‍ من " صفوة التصوف ".
والعفو عن الناس: من أجل ضروب فعل الخير، ثم قال سبحانه: (والله يحب المحسنين)، فعم أنواع البر، وظاهر الآية أنها مدح بفعل المندوب.
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (136)) وقوله سبحانه: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله...) الآية:
ذكر سبحانه في هذه الآية صنفا هو دون الصنف الأول، فألحقهم بهم برحمته ومنه، وهم التوابون، وروي في سبب نزول هاتين الآيتين، أن الصحابة (رضي الله عنهم)، قالوا: يا رسول الله، كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منا حين كان المذنب منهم يصبح، وعقوبته مكتوبة على باب داره، فأنزل الله هذه الآية، توسعة ورحمة، وعوضا من ذلك الفعل ببني إسرائيل ".
وروي أن إبليس بكى، حين نزلت هذه الآية، والفاحشة لفظ يعم جميع المعاصي، وقد كثر استعماله في الزنا، حتى فسر السدي الفاحشة هنا بالزنا، وقال قوم: الفاحشة
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة