تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
مرويا، ومعناه: الربا الذي كانت العرب تضعف فيه الدين، وقد تقدم الكلام على ذلك في " سورة البقرة ".
وقوله تعالى: (أعدت للكافرين)، أي: أنهم المقصود، والمراد الأول، وقد يدخلها سواهم من العصاة، هذا مذهب أهل العلم في هذه الآية، وحكى الماوردي وغيره، عن قوم، أنهم ذهبوا إلى أن أكلة الربا، إنما توعدهم الله بنار الكفرة، لا بنار العصاة.
وقوله سبحانه: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)، قال محمد بن إسحاق:
هذه الآية من قوله تعالى: (وأطيعوا الله) هي ابتداء المعاتبة في أمر أحد، وانهزام من فر، وزوال الرماة عن مراكزهم.
(* وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)) وقوله تعالى: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض)، قرأ نافع، وابن عامر: سارعوا بغير " واو "، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام، وقرأ باقي السبعة بالواو، والمسارعة: المبادرة، وهي مفاعلة، إذ الناس كأن كل واحد يسرع ليصل قبل غيره، فبينهم في ذلك مفاعلة، ألا ترى إلى قوله تعالى: (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]، والمعنى: سارعوا بالطاعة، والتقوى، والتقرب إلى ربكم إلى حال يغفر الله لكم فيها، قلت: وحق على من فهم كلام ربه، أن يبادر ويسارع إلى ما ندبه إليه ربه، وألا يتهاون بترك الفضائل الواردة في الشرع، قال النووي - رحمه الله -: أعلم أنه ينبغي لمن بلغه شئ في فضائل الأعمال، أن يعمل به، ولو مرة، ليكون من أهله، ولا ينبغي أن يتركه جملة، بل يأتي بما تيسر منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: " وإذا
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة