الأمثال في القرآن - ابن قيم الجوزية - الصفحة ٢٠
يستجيبون ولا يهتدون ولا يفرقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم والأنعام تفرق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوبا تعقل بها ولا ألسنة تنطق بها (٧٦) وأعطى ذلك لهؤلاء ثم لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول والقلوب والألسنة والأسماع والأبصار فهم أضل من البهائم فإن من لا يهتدي إلى الرشد وإلى الطريق مع الدليل له (٧٧) أضل وأسوأ حالا ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه.
فصل: ومنها قوله تعالى: ﴿ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون﴾ (٧٨) وهذا دليل قياسي احتج الله سبحانه به على المشركين حيث جعلوا له من عبيده وملكه شركاء فأقام عليهم حجة يعرفون صحتها (٧٩) من نفوسهم ولا يحتاجون فيها إلى غيرهم ومن أبلغ الحجاج أن يأخذ الإنسان من نفسه ويحتج عليه بما هو في نفسه مقرر عندهم (٨٠) معلوم لها فقال ﴿هل لكم من ما ملكت أيمانكم من﴾ (81) عبيدكم وإمائكم شركاء في المال والأهل أي هل يشارككم عبيدكم في أموالكم وأهليكم فأنتم وهم في ذلك سواء تخافون (82) أن يقاسموكم أموالكم ويشاطروكم إياها، ويستأثرون ببعضها عليكم كما يخاف الشريك شريكه وقال ابن عباس (83): (تخافون أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا) والمعنى هل

(٧٦) في ع (تتكلم بها).
(٧٧) في ع، م (إليه).
(٧٨) الروم: ٢٨.
(٧٩) راجع الكشاف ٣ / ٢٢١.
(٨٠) في م (عندها).
(٨١) الروم: ٢٨ وفى الأصل وردت محرفة (من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء).
(82) في م (تخافون) انظر الطبري 21 / 39 والبغوي 5 / 207.
(83) انظر الطبري 21 / 39 والخازن والبغوي 5 / 207.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مراجع الكتاب 5
2 مواقف المنافقين في أمثال القرآن 9
3 فصل: تشبيه الماء الذي ينزل من السماء وفيه الخير بالمؤمن 12
4 فصل: مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع 13
5 فصل: مثل المتخذ من دون الله أولياء " بالعنكبوت " 14
6 فصل: مثل من عمله كسراب ومثل من عمله كظلمات في بحر لجي 15
7 فصل: مثل من عرف الحق والهدى وعمل بغيره 17
8 فصل: مثل من يسمع ولا يعقل 19
9 فصل: الشرك بالله 20
10 فصل: مثل من أعرض عن كلام الله 26
11 فصل: مثل الذين حملوا التوراة 27
12 فصل: مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها 28
13 سبب الخلود إلى الأرض: فصل: مثل التجسس والظن والاغتياب 33
14 فصل: مثل من أعمالهم كرماد 34
15 فصل: مثل الكلمة الطيبة 35
16 فصل: الكلام على النخلة 37
17 فصل: مثل الكلمة الخبيثة 40
18 فصل: التثبت بالقول الصالح 41
19 فصل: سؤال القبر 43
20 فصل: مثل الشرك بالله " فكأنما خر من السماء " 46
21 فصل: مثل الشرك بالله " لن يخلقوا ذبابا " 47
22 فصل: مثل الذي ينعق 48
23 فصل: مثل الانفاق " مثل حبة " 50
24 فصل: مثل ما ينفقون " مثل ريح فيها صر " 53
25 فصل: ضرب الله مثلا رجلا 54
26 فصل: مثل امرأة نوح - ولوط وامرأة فرعون - ومريم 55