ما يوعدون، بياء الغيبة، إذ قبله وعندهم؛ وباقي السبعة: بتاء الخطاب على الالتفات، والمعنى: هذا ما وقع به الوعد ليوم الجزاء. * (إن هذا) *: أي ما ذكر للمتقين مما تقدم، * (لرزقنا) * دائما: أي لا نفاد له.
* (هاذا وإن * للطاغين لشر مئاب) *، قال الزجاج: أي الأمر هذا، وقال أبو علي: هذا للمؤمنين، وقال أبو البقاء: مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر محذوف المبتدأ، والطاغون هنا: الكفار؛ وقال الجبائي: أصحاب الكبائر كفارا كانوا أو لم يكونوا. وقال ابن عباس، المعنى: الذين طغوا علي وكذبوا رسلي لهم شر مآب: أي مرجع ومصير. * (فبئس المهاد) *: أي هي * (هاذا) * في موضع رفع مبتدأ خبره * (جهنم) *، * (وغساق) *، أو خبر مبتدأ محذوف، أي العذاب هذا، وحميم خبر مبتدأ، أو في موضع نصب على الاشتغال، أي ليذوقوا. * (هاذا فليذوقوه حميم) *: أي هو حميم، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي منه حميم ومنه غساق، كما قال الشاعر:
* حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس * وغودر البقل ملوى ومحصود * أي: منه ملوى ومنه محصود، وهذه الأعاريب مقولة منقولة. وقيل: هذا مبتدأ، وفليذوقوه الخبر، وهذا على مذهب الأخفش في إجازته: زيد فاضربه، مستدلا بقول الشاعر:
* وقائلة خولان فانكح فتاتهم * والغساق، عن ابن عباس: الزمهرير؛ وعنه أيضا، وعن عطاء، وقتادة، وابن زيد: ما يجري من صديد أهل النار؛ وعن كعب: عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية أو عقرب أو غيرهما، يغمس فيها فيتساقط الجلد واللحم عن العظم؛ وعن السدي: ما يسيل من دموعهم؛ وعن ابن عمر: القيح يسيل منهم فيسقونه. وقرأ ابن أبي إسحاق، وقتادة، وابن وثاب، وطلحة، وحمزة، والكسائي، وحفص، والفضل، وابن سعدان، وهارون عن أبي عمرو: بتشديد السين. فإن كان صفة، فيكون مما حذف موصوفها، وإن كان اسما، ففعال قليل في الأسماء، جاء منه: الكلاء، والجبان، والفناد، والعقار، والخطار. وقرأ باقي السبعة: بتخفيف السين. وقرأ الجمهور: * (وأخر) * على الإفراد، فقيل: مبتدأ خبره محذوف تقديره: ولهم عذاب آخر. وقيل: خبره في الجملة، لأن قوله: * (أزواج) * مبتدأ، و * (من شكله) * خبره، والجملة خبر. وآخر، وقيل: خبره أزواج، ومن شكله في موضع الصفة، وجاز أن يخبر بالجمع عن الواحد من حيث هو درجات، ورتب من العذاب، أو سمى كل جزء من ذلك الآخر باسم الكل. وقال الزمخشري: وآخر، أي وعذاب آخر، أو مذوق آخر؛ وأزواج صفة آخر، لأنه يجوز أن يكون ضروبا أو صفة للثلاثة، وهي: حميم وغساق وآخر من شكله. انتهى. وهو إعراب أخذه من الفراء. وقرأ الحسن، ومجاهد، والجحدري، وابن جبير، وعيسى، وأبو عمرو: وأخر على الجمع، وهو مبتدأ، ومن شكله في موضع الصفة؛ وأزواج خبره، أي ومذوقا آخر من شكل هذا المذوق من مثله في الشدة والفظاعة؛ * (أزواج) *: أجناس. وقرأ مجاهد: من شكله، بكسر الشين؛ والجمهور: بفتحها، وهما لغتان بمعنى المثل والضرب. وأما إذا كان بمعنى الفتح، فبكسر الشين لا غير. وعن ابن مسعود: * (وءاخر من شكله) *: هو الزمهرير.
والظاهر أن قوله: هذا فوج مقتحم معكم) *، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض، والفوج: الجمع الكثير، * (*) *، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض، والفوج: الجمع الكثير، * (مقتحم معكم) *: أي النار، وهم الأتباع، ثم دعوا عليهم بقولهم: * (لامر * حبا * بهم) *، لأن الرئيس إذا رأى الخسيس قد قرن معه في العذاب، ساءه ذلك حيث وقع التساوي في العذاب، ولم يكن هو السالم من العذاب وأتباعه في العذاب. ومر حبا معناه: ائت رحبا وسعة لا ضيقا، وهو منصوب بفعل يجب إضماره، ولأن علوهم بيان للمدعو عليهم. وقيل: * (هاذا فوج) *، من كلام الملائكة خزنة النار؛ وأن الدعاء على الفوج والتعليل بقوله: * (إنهم صالو النار) *، من كلامهم. وقيل: * (هاذا فوج مقتحم معكم) *، من كلام الملائكة، والدعاء على الفوج والإخبار بأنهم صالوا النار من