تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٩
قمح البعير رأسه: رفعه أثر شرب الماء، ويأتي الكلام فيه مستوفى العرجون: عود العذق من بين الشمراخ إلى منبته من النخلة، وقال الزجاج: ' هو فعلون من الانعراج أو الانعطاف '. الجدث: القبر، وسمع فيه جدف بإبدال الثاء فاء، كما قالوا: فم في ثم، وكما أبدلوا من الفاء ثاء قالوا في معفور معثور، وهو ضرب من الكمأة. المسخ: تحويل من صورة إلى صورة منكرة، الرميم: البالي المفتت.
* (يس والقرآن الحكيم أنك لمن المرسلين، على صراط مستقيم، تنزيل العزيز الرحيم، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون، لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون، إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين أي \ يهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم، إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في أمام مبين) *.
هذه الصورة مكية إلا أن فرقة زعمت أن قوله: * (ونكتب ما قدموا وآثارهم) * [يس: 12] نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم، وينتقلوا إلى جوار مسجد الرسول. وليس زعما صحيحا، وقيل: إلا قوله: * (وإذا
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»