وقيل: هار محذوف العين لفرعله فتجري الراء بوجوه الإعراب. وحكى الكسائي: تهور وتهير. أواه كثير قول أوه، وهي اسم فعل بمعنى أتوجع، ووزنه فعال للمبالغة. فقياس الفعل أن يكون ثلاثيا، وقد حكاه قطرب: حكى آه يؤوه أوها كقال يقول قولا ونقل عن النحويين أنهم أنكروا ذلك وقالوا: ليس من لفظ أوه فعل ثلاثي، إنما يقال: أوه تأويها وتأوه تأوها. قال الراجز: فأوه الداعي وضوضأ أكلبه.
وقال المثقب العبدي:
* إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين * وفي أوه اسم الفعل لغات ذكرت في علم لنحو. الظمأ: العطش الشديد، وهو مصدر ظمىء يظمأ فهو ظمآن وهي ظمآن، ويمد فيقال ظماء. الوادي: ما انخفض من الأصل مستطيلا كمحاري السيول ونحوها، وجمعته العرب على أودية وليس بقياسه، قال تعالى: * (فسالت أودية بقدرها) * وقياسه فواعل، لكنهم استثقلوه لجمع الواوين. قال النحاس: ولا أعرف فاعلا أفعلة سواه، وذكر غيره ناد وأندية قال الشاعر:
* وفيهم مقامات حسان وجوههم * وأندية ينتابها القول والفعل * والنادي: المجلس، وحكى الفراء في جمعه أو داء، كصاحب وأصحاب قال جرير:
* عرفت ببرقة الأوداء رسما * مجيلا طال عهدك من رسوم * وقال الزمخشري: الوادي كل منعرج من جبال وآكام يكون منفذا للسيل، وهو في الأصل فاعل من ودي إذا سال، ومنه الودي. وقد شاع في استعمال العرب بمعنى الأرض تقول: لا تصل في وادي غيرك.
* (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) *: أثبت في حق المنافقين ما نفاه في حق المحسنين، فدل لأجل المقابلة أن هؤلاء مسيؤن، وأي إساءة أعظم من النفاق والتخلف عن الجهاد والرغبة بأنفسهم عن رسول الله، وليست إنما للحصر، إنما هي للمبالغة في التوكيد، والمعنى: إنما السبيل في اللائمة والعقوبة والإثم على الذين يستأذنونك في التخلف عن الجهاد وهم قادرون عليه لغناهم، وكان خبر السبيل على وإن كان قد فصل بإلى كما قالت:
* هل من سبيل إلى خمر فاشربها * أم من سبيل إلى نصر بن حجاج