تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ٧٠
((سورة الأنعام)) مائة وست وسبعون آية مكية أو مدنية بسم الله الرحمن الرحيم 2 (* (الحمد لله الذى خلق السماوات والا رض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * هو الذى خلقكم من طين ثم قضىأجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون * وهو الله فى السماوات وفى الا رض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون * وما تأتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * فقد كذبوا بالحق لما جآءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون * ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الا رض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السمآء عليهم مدرارا وجعلنا الا نهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا ءاخرين * ولو نزلنا عليك كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هاذآ إلا سحر مبين * وقالوا لولاأنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الا مر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون * ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون * قل سيروا فى الا رض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) *)) 2 الطين: معروف، يقال: منه طان الكتان يطينه وطنه يا هذا.
القرن الأمة المقترنة في مدة من الزمان، ومنه خير القرون قرني وأصله الارتفاع عن الشيء ومنه قرن الجبل، فسموا بذلك لارتفاع السن. وقيل: هو من قرنت الشيء بالشيء جعلته بجانبه أو مواجها له، فسموا بذلك لكون بعضهم يقرن ببعض. وقيل: سموا بذلك لأنهم جمعهم زمان له مقدار هو أكثر ما يقرن فيه أهل ذلك الزمان، وهو اختيار الزجاج ومدة القرن مائة وعشرون سنة قاله: زرارة بن أوفى وإياس بن معاوية، أو مائة سنة قاله الجمهور، وقد احتجوا لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم)
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»