* ولما التقينا بالحليبة غرني * بمعروفه حتى خرجت أفوق * ومنه غر الطائر فرخه.
* (الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت) * الضمير في * (به) * عائد على القرآن أو على * (الدين) * أو على * (حسابهم) * ثلاثة أقوال: أولاها الأول كقوله: * (فذكر بالقرءان من يخاف وعيد) * وتبسل، قال ابن عباس: تفضح. وقال الحسن وعكرمة: تسلم. وقال قتادة: تحبس وترتهن. وقال الكلبي وابن زيد والأخفش: تجزي. وقال الضحاك: تحرق. وقال ابن زيد أيضا: يؤخذ. وقال مؤرخ: تعذب. وقيل يحرم عليها النجاة ودخول الجنة. وقال أبو بكر: استحسن بعض شيوخنا قول من قال: تسلم بعملها لا تقدر على التخلص لأنه يقال: استبسل للموت أي رأى ما لا يقدر على دفعه واتفقوا على أن * (تبسل) * في موضع المفعول من أجله وقدروا كراهة * (أن تبسل) * ومخافة * (أن تبسل) * ولئلا * (تبسل) * ويجوز عندي أن يكون في موضع جر على البدل من الضمير، والضمير مفسر بالبدل وأضمر الإبسال لما في الإضمار من التفخيم كما أضمر الأمر والشأن وفسر بالبدل وهو الإبسال فالتقدير وذكر بارتهان النفوس وحبسها بما كسبت كما قالوا: اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم وقد أجاز ذلك سيبويه قال: فإن قلت ضربت وضربوني قومك نصبت إلا في قول من قال: أكلوني البراغيث أو يحمله على البدل من المضمر وقال أيضا: فإن قلت ضربني وضربتهم قومك رفعت على التقديم والتأخير إلا أن تجعل هاهنا البدل كما جعلته في الرفع؛ وقد روي قوله:
تنخل فاستاكت به عود أسحل بجر عود على أنه بدل من الضمير والمعنى * (أن تبسل) * نفس تاركة للإيمان بما كسبت من الكفر أو بكسبها السوء. * (ليس لها من دون الله) * أي من دون عذاب الله.
* (ولي) * فينصرها.
* (ولا شفيع) * فيدفع عنها بمسألته وهذه الجملة صفة أو حال أو مستأنفة إخبار وهو الأظهر و * (من) * لابتداء الغاية. وقال ابن عطية: ويجوز أن تكون زائدة؛ انتهى، وهو ضعيف.
* (وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها) * أي وإن تفد كل فداء والعدل الفدية لأن الفادي يعدل الفاء بمثله، ونقل عن أبي عبيدة أن المعنى بالعدل هنا ضد الجور وهو القسط أي وإن تقسط كل قسط بالتوحيد والانقياد بعد العناد وضعف هذا القول الطبري بالإجماع على أن توبة الكافر مقبولة، ولا يلزم هذا لأنه إخبار عن حالة يوم القيامة وهي حال معاينة وإلجاء لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، قالوا: وانتصب * (كل عدل) * على المصدر ويؤخذ الضمير فيه عائد على المعدول به المفهوم من سياق الكلام ولا يعود على