تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
توسعوا ونقلوه إلى المعاني.
الفظاظة الجفوة في المعاشرة قولا وفعلا. قال الشاعر في ابنة له:
* أخشى فظاظة عم أو جفاء أخ * وكنت أخشى عليها من أذى الكلم * الغلظ: أصله في الجرم، وهو تكثر أجزائه. ثم يستعمل في قلة الانفعال والإشفاق والرحمة. كما قال:
* يبكي علينا ولا نبكي على أحد * لنحن أغلظ أكبادا من الإبل * الانفضاض: التفرق. وفضضت الشيء كسرته، وهو تفرقة أجزائه.
الخذل والخذلان: هو الترك في موضع يحتاج فيه إلى التارك. وأصله: من خذل الظبي، ولهذا قيل لها: خاذل إذا تركتها أمها. وهذا على النسب أي ذات خذل، لأن المتروكة هي الخاذل بمعنى مخذولة، ويقال: خاذلة. قال الشاعر:
* بجيد مغزلة إدماء خاذلة * من الظباء تراعي شادنا خرقا * ويقال أيضا لها: خذول فعول، بمعنى مفعول. قال:
* خذول تراعي ربربا بخميلة * تناول أطراف البريد وترتدي * الغلول: أخذ المال من الغنيمة في خفاء. والفعل منه غل يغل بضم الغين. والغل الضغن، والفعل منه غل يغل بكسر الغين. وقال أبو علي: تقول العرب: أغل الرجل إغلالا، خان في الأمانة. قال النمر:
* جزى الله عني جمرة بن نوفل * جزاء مغل بالأمانة كاذب * وقال بعض النحويين: الغلول مأخوذ من الغلل وهو الماء الجاري في أصول الشجر والروح. ويقال أيضا في الغلول: أغل إغلالا وأغل الحارز سرق شيئا من اللحم مع الجلد. ويقال: أغله وجده غالا كقولك: أبخلته وجدته بخيلا. السخط مصدر سخط، جاء على القياس. ويقال فيه: السخط بضم السين وسكون الخاء. ويقال: مات فلان في سخطة الملك أي في سخطة. والسخط الكراهة المفرطة، ويقابله الرضا. * (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»