تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٦١
رعيها. السير في الأرض: الذهاب.
وهن الشيء ضعف، ووهنه الشيء أضعفه. يكون متعديا ولازما. وفي الحديث: (وهنتهم حمى يثرب) والوهن الضعف. وقال زهير:
فأصبح الحبل منها واهنا خلقا القرح والقرح لغتان، كالضعف والضعف، والكره والكره: الفتح لغة الحجاز: وهو الجرح. قال حندج:
* وبدلت قرحا داميا بعد صحة * لعل منايانا تحولن أبؤسا * وقال الأخفش: هما مصدران. ومن قال: القرح بالفتح الجرح، وبالضم المد، فيحتاج في ذلك إلى صحة نقل عن العرب. وأصل الكلمة الخلوص، ومنه: ماء قراح لا كدورة فيه، وأرض قراح خالصة الطين، وقريحة الرجل خالصة طبعه.
المداولة: المعاودة، وهي المعاهدة مرة بعد مرة. يقال: داولت بينهم الشيء فتداولوه. قال:
* يرد المياه فلا يزال مداويا * في الناس بين تميل وسماع * وأدلته جعلت له دولة وتصريفا، والدولة بالضم المصدر، وبالفتح الفعلة الواحدة، فلذلك يقال: في دولة فلان، لأنها مرة في الدهر. والدور والدول متقاربان، لكن الدور أعم. فإن الدولة لا تقال إلا في الحظ الدنيوي.
المحص كالفحص، لكن الفحص يقال في إبراز الشيء عن خلال أشياء منفصلة عنه. والمحص عن إبرازه عن أشياء متصلة به. قال الخليل: التمحيص التخليص عن العيوب، ويقال: محص الحبل إذا زال عنه بكثرة مره على اليد زبيره وأملس، هكذا ساق الزجاج اللفظة الحبل. ورواها النقاش: محص الجمل إذا زال عنه وبره وأملس. وقال حنيف الحناتم: وقد ورد ماء اسمه طويلع، إنك لمحص الرشاء، بعيد المستقى، مطل على الأعداء. المعنى: أنه لبعده يملس حبله بمر الأيدي. * (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها * السماوات والارض * أعدت للمتقين) * قرأ ابن عامر ونافع: سارعوا بغير واو على الاستئناف، والباقون بالواو على العطف. لما أمروا بتقوى النار أمروا بالمبادرة إلى أسباب المغفرة والجنة. وأمال الدوري في قراءة الكسائي: وسارعوا لكسرة الراء. وقرأ أبي وعبد الله: وسابقوا والمسارعة: مفاعلة. إذ الناس كل واحد منهم ليصل قبل غيره فبينهم في ذلك مفاعلة. ألا ترى إلى قوله: * (فاستبقوا الخيرات) * والمسارعة إلى سبب المغفرة وهو الإخلاص، قاله عثمان. أو أداء الفرائض قاله علي. أو الإسلام قاله: ابن عباس. أو
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»