تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٦٠
ويقال: كظم البعير والناقة إذا لم يجترا، ومنه قول الراعي:
* فأفضن بعد كظومهن بجرة * من ذي الأباطح أذرعين حقيلا * الحقيل: موضع، والحقيل أيضا نبت. ويقال: لا تمنع الإبل جرتها إلا عند الجهد والفزع، فلا تجتر. ومنه قول أعشى باهلة يصف نحار الإبل:
* قد تكظم البزل منه حين تبصره * حتى تقطع في أجوافها الجرر * الإصرار: اعتزام الدوام على الأمر. وترك الإقلاع عنه، من صر الدنانير ربط عليها. وقال أبو السمال:
علم الله أنها مني صرى أي عزيمة. وقال الحطيئة يصف الخيل:
* عوابس بالشعث الكماة إذا ابتغوا * علاليها بالمحضرات أصرت * أي ثبتت على عدوها. وقال آخر:
* يصر بالليل ما تخفى شواكله * يا ويح كل مصر القلب ختار * السنة: الطريقة. وقال المفضل: الأمة وأنشد:
* ما عاين الناس من فضل كفضلكم * ولا رؤى مثله في سالف السنن * وسنة الإنسان الشيء الذي يعمله ويواليه، كقول خالد الهذلي لأبي ذؤيب:
* فلا تجزعن من سنة أنت سرتها * فأول راض سنة من يسيرها * وقال سليمان بن قتيبة:
* وإن الألى بألطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا * وقال لبيد:
* من أمة سنت لهم آباؤهم * ولكل قوم سنة وإمامها * وقال الخليل: سن الشيء صورة. والمسنون المصور، وسن عليهم شرا صبه، والماء والدرع صبهما. واشتقاق السنة يجوز أن يكون من أحد هذين المعنيين، أو من سن السنان والنصل حدهما على المسن، أو من سن الإبل إذا أحسن
(٦٠)
مفاتيح البحث: يوم عاشوراء (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»