تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ٣٣٨
وفي البيت احتمال: التلاوة: القراءة، وسميت بها لأن الآيات أو الكلمات أو الحروف يتلو بعضها بعضا في الذكر. والتلو: التبع، وناقة مثل: يتبعها ولده. العقل: الإدراك المانع من الخطأ، ومنه عقال البعير، يمنعه من التصرف، والمعقل: مكان يمتنع فيه، والعقل: الدية لأن جنسها إبل تعقل في فناء الولي، أو لأنها تمنع من قتل الجاني، والعقل: ثوب موشى، قال الشاعر:
* عقلا ورقما تظل الطير تتبعه * كأنه من دم الأجواف مدموم * والعقل: زكاة العام، قال الشاعر:
* سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين * ورمل عقنقل: متماسك عن الانهيار. الصبر: حبس النفس على المكروه، والفعل: صبر يصبر على فعل يفعل، وأصله أن يتعدى لواحد. قال الشاعر:
* فصبرت عارفة لذلك حرة * ترسو إذا نفس الجبان تطلع * وقد كثر حذف مفعوله حتى صار كأنه غير متعد. الكبيرة: من كبر يكبر، ويكون ذلك في الجرم وفي القدر، ويقال: كبر علي كذا، أي شق، وكبر يكبر، فهو كبير من السن. قال الشاعر:
* صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا * إلى اليوم لم نكبر ولم يكبر البهم * الخشوع: قريب من الخضوع، وأصله: اللين والسهولة، وقيل: الاستكانة والتذلل. وقال الليث: الخضوع في البدن، والخشوع في البدن والبصر والصوت، والخشعة: الرملة المتطامنة. وفي الحديث: (كانت الكعبة خشعة على الماء). الظن: ترجيح أحد الجانبين، وهو الذي يعبر عنه النحويون بالشك، وقد يطلق على التيقن. وفي كلا الاستعمالين يدخل على ما أصله المبتدأ والخبر بالشروط التي ذكرت في النحو، خلافا لأبي زيد السهيلي، إذ زعم أنها ليست من نواسخ الابتداء. والظن أيضا يستعمل بمعنى: التهمة، فيتعدى إذ ذاك لواحد، قال الفراء: الظن يقع بمعنى الكذب، والبصريون لا يعرفون ذلك.
* (أتأمرون الناس بالبر) * الهمزة: للاستفهام وضعا، وشابها هنا التوبيخ والتقريع لأن المعنى: الإنكار، وعليهم توبيخهم على أن يأمر الشخص بخير، ويترك نفسه ونظيره في النهي، قول أبي الأسود:
* لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم * وقول الآخر:
* وابدأ بنفسك فانهها عن غيها * فإن انتهت عنه فأنت حكيم *
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»