نرزقك وكان بعض السلف إذا أصاب أهله خصاصة قال قوموا فصلوا بهذا أمركم الله ويتلو هذه الآية " أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى " البينة هنا البرهان والصحف الأولى هي التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله والضمير في قالوا وفي أولم تأتهم لقريش لما اقترحوا آية على وجه العناد والتعنت أجابهم الله بهذا الجواب والمعنى قد جاءكم برهان ما في التوراة والإنجيل من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فلأي شيء تطلبون آية أخرى ويحتمل أن يكون المعنى قد جاءكم القرآن وفيه من العلوم والقصص ما في الصحف الأولى فذلك بينة وبرهان على أنه من عند الله * (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) * الية معناها لو أهلكنا هؤلاء الكفار قبل بعث محمد صلى الله عليه وسلم لاحتجوا على الله بأن يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا ولولا هنا عرض فقامت عليهم الحجة ببعثه صلى الله عليه وسلم * (قل كل متربص) * أي قل كل واحد منا ومنكم منتظر لما يكون من هذا الأمر * (فتربصوا) * تهديد) الصراط السوي) المستقيم سورة الأنبياء عليهم السلام) * (اقترب للناس حسابهم) * الناس لفظ عام وقال ابن عباس المراد هنا المشركون من قريش بدليل ما بعد ذلك لأنه من صفاتهم وإنما أخبر عن الساعة بالقرب لأن الذي مضى من الزمان قبلها أكثر مما بقي لها ولأن كل آت قريب * (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) * يعني بالذكر القرآن ومحدث أي محدث النزول * (وأسروا النجوى الذين ظلموا) * الواو في أسروا ضمير فاعل يعود على ما قبله والذين ظلموا بدل من الضمير وقيل إن الفاعل هو الذين ظلموا وجاء ذلك على لغة من قال أكلوني البراغيث وهي لغة بني الحارث بن كعب وقال سيبويه لم تأت هذه اللغة في القرآن ويحتمل أن يكون الذين ظلموا منصوبا بفعل مضمر على الذم أو خبر ابتداء مضمر والأول أحسن * (هل هذا إلا بشر مثلكم) * هذا الكلام في موضع نصب بدل من النجوى لأنه هو الكلام الذي تناجوا به والبشر المذكور في الآية هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " قال ربي يعلم بالقول " إخبار بأنه ما تناجوا به على أنهم أسروه فإن قيل هلا قال يعلم السر مناسبة لقوله أسروا النجوى فالجواب أن القول يشمل السر والجهر
(٢٢)