التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٠
لجميع الخلق والمعنى ذكر في آية الكرسي * (ولا يحيطون به علما) * قيل المعنى لا يحيطون بمعلوماته كقوله ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء والصحيح عندي أن المعنى لا يحيطون بمعرفة ذاته إذ لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله ولو أراد المعنى الأول لقال ولا يحيطون بعلمه ولذلك استثني إلا بما شاء هناك ولم يستثن هنا * (وعنت الوجوه) * أي ذلت يوم القيامة * (ولا هضما) * أي بخسا ونقصا لحسناته * (أو يحدث لهم ذكرا) * أي تذكرا وقيل شرفا وهو هنا بعيد * (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) * أي إذا أقرأك جبريل القرآن فاستمع إليه واصبر حتى يفرغ وحينئذ تقرأه أنت فالآية كقوله * (لا تحرك به لسانك لتعجل به) * وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه القرآن يأمر بكتبه في الحين فأمر بأن يتأنى حتى تفسر له المعاني والأول أشهر * (عهدنا إلى آدم) * أي وصيناه أن لا يأكل من الشجرة * (فنسي) * يحتمل أن يكون النسيان الذي هو ضد الذكر فيكون ذلك عذرا لآدم أو يريد الترك وقال ابن عطية ولا يمكن غيره لأن الناسي لا عقاب عليه وقد تقدم الكلام على قصة آدم وإبليس في البقرة * (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) * أي لا تطيعاه فيخرجكما من الجنة فجعل المسبب موضع السبب وخص آدم بقوله فتشقى لأنه كان المخاطب أولا والمقصود بالكلام وقيل لأن الشقاء في معيشة الدنيا مختص بالرجال * (لا تظمأ فيها ولا تضحى) * الظمأ هو العطش والضحى هو البروز للشمس * (يخصفان) * ذكر في الأعراف وكذلك الشجرة وأكل آدم منها ذكر ذلك في البقرة * (اهبطا) * خطاب لآدم وحواء * (فإما يأتينكم) * هي إن الشرطية دخلت عليها ما الزائدة وجوابها فمن اتبع * (فلا يضل ولا يشقى) * أي لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة * (معيشة ضنكا) * أي ضيقة فقيل إن ذلك في الدنيا فإن الكافر ضيق المعيشة لشدة حرصه وإن كان واسع الحال وقد قال بعض الصوفية لا يعرض أحد عن ذكر الله إلا أظلم عليه وقته وتكدر عليه عيشه وقيل إن ذلك في البرزخ وقيل في جهنم يأكل الزقوم وهذا
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»