على التوحيد ورد على المشركين * (هل هن كاشفات ضره) * الآية رد على المشركين وبرهان على الوحدانية وروي أن سببها أن المشركين خوفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلهتم فنزلت الآية مبينة أنهم لا يقدرون على شيء فإن قيل كيف قال كاشفات وممسكات بالتأنيث فالجواب أنها لا تعقل فعاملها معاملة المؤنث وأيضا ففي تأنيثها تحقير لها وتهكم بمن عبدها * (اعملوا على مكانتكم) * تهديد ومسالمة منسوخة بالسيف * (بالحق) * ذكر في أول السورة * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) * هذه الآية اعتبار ومعناها أن الله يتوفى النفوس على وجهين أحدها وفاة كاملة حقيقية وهي الموت والآخر وفاة النوم لأن النائم كالميت في كونه لا يبصر ولا يسمع ومنه قوله * (وهو الذي يتوفاكم بالليل) * وتقديرها ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها * (فيمسك التي قضى عليها الموت) * أي يمسك الأنفس التي قضى عليها بالموت الحقيقي ومعنى إمساكها أنه لا يردها إلى الدنيا * (ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) * أي يرسل الأنفس النائمة وإرسالها هو ردها إلى الدنيا والأجل المسمى هو أجل الموت الحقيقي وقد تكلم الناس في النفس والروح وأكثروا القول في ذلك بالظن دون تحقيق والصحيح أن هذا مما استأثر الله بعلمه لقوله * (قل الروح من أمر ربي) * * (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) * أم هنا بمعنى بل وهمزة الإنكار والشفعاء هم الأصنام وغيرها لقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله * (قل أولو كانوا) * دخلت همزة الاستفهام على واو الحال تقديره يشفعون وهم لا يملكون شيئا ولا يعقلون * (قل لله الشفاعة جميعا) * أي هو مالكها فلا يشفع أحد إليه إلا بإذنه وفي هذا رد على الكفار في قولهم إن الأصنام تشفع لهم * (وإذا ذكر الله وحده) * الآية معناها أن الكفار يكرهون توحيد الله ويحبون الإشراك به ومعنى اشمأزت انقبضت من شدة الكراهة وروي أن هذه الآية نزلت حين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم فألقى الشيطان في أمنيته حسبما ذكرنا في الحج فاستبشر الكفار بما ألقى الشيطان من تعظيم اللات والعزى فلما أذهب الله ما ألقى الشيطان استكبروا واشمأزوا * (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * أي ظهر لهم يوم القيامة خلاف ما كانوا
(١٩٦)