التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
* (غير ذي عوج) * أي ليس فيه تضاد ولا اختلاف ولا عيب من العيوب التي في كلام البشر وقيل معناه غير مخلوق وقيل غير ذي لحن فإن قيل لم قال غير ذي عوج ولم يقل غير معوج فالجواب أن قوله غير ذي عوج أبلغ في نفي العوج عنه كأنه قال ليس فيه شيء من العوج أصلا * (رجلا فيه شركاء متشاكسون) * أي متنازعون متظالمون وقيل متشاجرون وأصله من قولك رجل شكس إذا كان ضيق الصدر والمعنى ضرب هذا المثل لبيان حال من يشرك بالله ومن يوحده فشبه المشرك بمملوك بين جماعة من الشركاء يتنازعون فيه والمملوك بينهم في أسوأ حال وشبه من يوحد الله بمملوك لرجل واحد فمعنى قوله " سالما لرجل " أي خالصا له وقرئ سلما بغير ألف والمعنى واحد * (إنك ميت وإنهم ميتون) * في هذا وعد للنبي صلى الله عليه وسلم ووعيد للكفار فإنهم إذا ماتوا جميعا وصاروا إلى الله فاز من كان على الحق وهلك من كان على الباطل وفيه أيضا إخبار بأنه صلى الله عليه وسلم سيموت لئلا يختلف الناس في موته كما اختلفت الأمم في غيره وقد جاء أنه لما مات صلى الله عليه وسلم أنكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه موته حتى احتج عليه أبو بكر الصديق بهذه الآية فرجع إليها * (تختصمون) * قيل يعني الاختصام في الدماء وقيل في الحقوق والأظهر أنه اختصام النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار في تكذيبهم له فيكون من تمام ما قبله ويحتمل أن يكون على العموم في اختصام الخلائق فيما بينهم من المظالم وغيرها * (فمن أظلم ممن كذب على الله) * المعنى لا أحد أظلم ممن كذب على الله ويريد بالكذب على الله هنا ما نسبوا إليه من الشركاء والأولاد * (وكذب بالصدق) * أي كذب بالإسلام والشريعة * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * قيل الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم والذي صدق به أبو بكر وقيل الذي جاء بالصدق جبريل والذي صدق به محمد صلى الله عليه وسلم وقيل الذي جاء بالصدق الأنبياء والذي صدق به المؤمنون واختار ابن عطية أن يكون على العموم وجعل الذي للجنس كأنه قال الفريق الذي لأنه في مقابلة من كذب على الله وكذب بالصدق والمراد به العموم * (أليس الله بكاف عبده) * تقوية لقلب محمد صلى الله عليه وسلم وإزالة للخوف الذي كان الكفار يخوفونه * (ولئن سألتهم) * الآية احتجاج
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 » »»