تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٨٨
من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم وهو تقرير لقوله * (هم بارزون) * وإزاحة لنحو ما يتوهم في الدنيا * (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * حكاية لما يسأل عنه في ذلك اليوم ولما يجاب به أو لما دل عليه ظاهر الحال فيه من زوال الأسباب وارتفاع الوسائط وأما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما * (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) * كأنه نتيجة لما سبق وتحقيقه أن النفوس تكتسب بالعقائد والأعمال هيئات توجب لذتها وأملها لكنها لا تشعر بها في الدنيا لعوائق تشغلها فإذا قامت قيامتها زالت العوائق وأدركت لذاتها وألمها * (لا ظلم اليوم) * ينقص الثواب وزيادة العقاب * (إن الله سريع الحساب) * إذ لا يشغله شأن عن شأن فيصل إليهم ما يستحقونه سريعا * (وأنذرهم يوم الآزفة) * أي القيامة سميت بها لأزوفها أي قربها أو الخطة الآزفة وهي مشارفتهم النار وقيل الموت * (إذ القلوب لدى الحناجر) * فإنها ترتفع عن أماكنها فتلصق بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا ولا تخرج فيستريحوا * (كاظمين) * على الغم حال من أصحاب القلوب على المعنى لأنه على الإضافة أو منها أو من ضميرها في لدى وجمعه كذلك لأن الكظم من أفعال العقلاء كقوله * (فظلت أعناقهم لها خاضعين) * أو من مفعول * (أنذرهم) * على أنه حال مقدرة * (ما للظالمين من حميم) * قريب مشفق * (ولا شفيع يطاع) * ولا شفيع مشفع والضمائر إن كانت للكفار وهو الظاهر كان وضع الظالمين موضع ضميرهم للدلالة على اختصاص ذلك بهم وأنه لظلمهم * (يعلم خائنة الأعين) * النظرة الخائنة كالنظرة الثانية إلى غير المحرم واستراق النظر
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»