تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٢
سورة الرحمن مكية أو مدنية أو متبعضة وآيها ثمان وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (الرحمن علم القرآن) * لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والآخروية صدرها ب * (الرحمن) * وقدم ما هو أصل النعم الدينية وأجلها وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه فإنه أساس الدين ومنشأ الشرع وأعظم الوعي وأعز الكتب إذ هو بإعجازه واشتماله على خلاصتها مصدق لنفسه ومصداق لها ثم اتبعه قوله * (خلق الإنسان علمه البيان) * إيماء بأن خلق البشر وما يميز به عن سائر الحيوان من البيان وهو التعبير عما في الضمير وإفهام الغير لما أدركه لتلقي الوحي وتعرف الحق وتعلم الشرع وإخلاء الجمل الثلاث التي هي أخبار مترادفة ل * (الرحمن) * عن العاطف لمجيئها على نهج التعديد * (الشمس والقمر بحسبان) * يجريان بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما وتتسق بذلك أمور الكائنات السفلية وتختلف الفصول والأوقات ويعلم السنون والحساب * (والنجم) * والنبات الذي ينجم أي يطلع من الأرض ولا ساق له * (والشجر) *
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»