* (وأرسلناه إلى مائة ألف) * هم قومه الذين هرب عنهم وهم أهل نينوى والمراد به ما سبق من إرساله أو إرسال ثان إليهم أو إلى غيرهم * (أو يزيدون) * في مرأى الناظر أي إذا نظر إليهم قال هم مائة ألف أو يزيدون والمراد الوصف بالكثرة وقرئ بالواو * (فآمنوا) * فصدقوه أو فجددوا الإيمان به بمحضره * (فمتعناهم إلى حين) * إلى أجلهم المسمى ولعله إنما لم يختم قصته وقصة لوط بما ختم به سائر القصص تفرقة بينهما وبين أرباب الشرائع الكبر وأولي العزم من الرسل أو اكتفاء بالتسليم الشامل لكل الرسل المذكورين في آخر السورة * (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) * معطوف على مثله في أول السورة أمر رسوله أولا باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث وساق الكلام في تقريره جارا لما يلائمه من القصص موصولا بعضها ببعض ثم أمر باستفتائهم عن وجه القسمة حيث جعلوا لله البنات ولأنفسهم البنين في قولهم الملائكة بنات الله وهؤلاء زادوا على الشرك ضلالات أخر التجسيم وتجويز الفناء على الله تعالى فإن الولادة مخصوصة بالأجسام الكائنة الفاسدة وتفضيل أنفسهم عليه حيث جعلوا أوضع الجنسين له وأرفعهما لهم واستهانتهم بالملائكة حيث أنثوهم ولذلك كرر الله تعالى إنكار ذلك وإبطاله في كتابه مرارا وجعله مما * (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) * والإنكار ها هنا مقصور على الأخيرين لاختصاص هذه الطائفة بهما أو لأن فسادهما مما تدركه
(٢٨)