تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٩
(ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد) مأخوذ من ثبات البيت المطنب بأوتاده أو ذو الجموع الكثيرة سموا بذلك لأن بعضهم يشد بعضا كالوتد يشد البناء وقيل نصب أربع سوار وكان يمد يدي المعذب ورجليه إليها ويضرب عليها أوتادا ويتركه حتى يموت * (وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة) * وأصحاب الغيضة وهم قوم شعيب وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ليكة * (أولئك الأحزاب) * يعني المتحزبين على الرسل الذين جعل الجند المهزوم منهم * (إن كل إلا كذب الرسل) * بيان لما أسند إليهم من التكذيب على الإبهام مشتمل على أنواع من التأكيد ليكون تسجيلا على استحقاقهم للعذاب ولذلك رتب عليه * (فحق عقاب) * وهو إما مقابلة الجمع بالجمع أو جعل تكذيب الواحد منهم تكذيب جميعهم * (وما ينظر هؤلاء) * وما ينتظر قومك أو الأحزاب فإنهم كالحضور لاستحضارهم بالذكر أو حضورهم في علم الله تعالى * (إلا صيحة واحدة) * هي النفخة الأولى * (ما لها من فواق) * من توقف مقدار فواق وهو ما بين الحلبتين أو رجوع وترداد فإنه فيه يرجع اللبن إلى الضرع وقرأ حمزة والكسائي بالضم وهما لغتان * (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا) * قسطنا من العذاب الذي توعدنا به أو الجنة التي تعدها للمؤمنين وهو من قطه إذا قطعه وقيل لصحيفة الجائزة قط لأنها قطعة من القرطاس وقد فسر بها أي عجل لنا صحيفة أعمالنا للنظر فيها * (قبل يوم الحساب) * استعجلوا ذلك استهزاء * (اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود) * واذكر لهم قصته تعظيما للمعصية في
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»