تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤
علم للعدن بمعنى الإقامة كبرة ولذلك صح وصف ما أضيف إليه بقوله * (التي وعد الرحمن عباده بالغيب) * أي وعدها إياهم وهي غائبة عنهم أو وهم غائبون عنها أو وعدهم بإيمانهم بالغيب * (أنه) * إن الله * (كان وعده) * الذي هو الجنة * (مأتيا) * يأتيها أهلها الموعود لهم لا محالة وقيل هو من أتى إليه إحسانا أي مفعولا منجزا * (لا يسمعون فيها لغوا) * فضول كلام * (إلا سلاما) * ولكن يسمعون قولا يسلمون فيه من العيب والنقيصة أو تسليم الملائكة عليهم أو تسليم بعضهم على بعض على الاستثناء المنقطع أو على أن معنى التسليم إن كان لغوا فلا يسمعون لغوا سواه كقوله (ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب) أو على أن معناه الدعاء بالسلامة وأهلها أغنياء عنه فهو من باب اللغو ظاهرا وإنما فائدته الإكرام * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * على عادة المتنعمين والتوسط بين الزهادة والرغابة وقيل المراد دوام الرزق ودروره * (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) * نبقيها عليهم من ثمرة تقواهم كما يبقى على الوارث مال مورثه والوراثة أقوى لفظ يستعمل في التملك والاستحقاق من حيث إنها لا تعقب بفسخ ولا استرجاع ولا تبطل برد ولا إسقاط وقيل يورث المتقون من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار لو أطاعوا زيادة في كرامتهم وعن يعقوب * (نورث) * بالتشديد
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»