تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٦
الولد للرحمن وهو من دعا بمعنى سمى المتعدي إلى مفعولين وإنما اقتصر على المفعول الثاني ليحيط بكل ما دعي له ولدا أو من دعا بمعنى نسب الذي مطاوعه ادعى إلى فلان إذا انتسب إليه * (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) * ولا يليق به اتخاذ الولد ولا يتطلب له لو طلب مثلا لأنه مستحيل ولعل ترتيب الحكم بصفة الرحمانية للإشعار بأن كل ما عداه نعمة ومنعم عليه فر يجانس من هو مبدأ النعم كلها ومولي أصولها وفروعها فكيف يمكن أن يتخذه ولدا ثم صرح به في قوله * (إن كل من في السماوات والأرض) * أي ما منهم * (إلا آتي الرحمن عبدا) * إلا وهو مملوك له يأوي إليه بالعبودية والانقياد وقرئ (آت الرحمن) على الأصل * (لقد أحصاهم) * حصرهم وأحاط بهم بحيث لا يخرجون عن حوز علمه وقبضة قدرته * (وعدهم عدا) * عد أشخاصهم وأنفاسهم وأفعالهم فإن كل شيء عنده بمقدار * (وكلهم آتيه يوم القيامة) * منفردا عن الاتباع والأنصار فلا يجانسه شيء من ذلك ليتخذه ولدا ولا يناسبه ليشرك به * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * سيحدث لهم في القلوب مودة من غير تعرض منهم لأسبابها وعن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبدا يقول لجبريل أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه في حبه أهل السماء ثم توضع له المحبة في الأرض والسين إما لأن السورة مكية وكانوا ممقوتين حينئذ بين الكفرة فوعدهم ذلك إذا دجا الإسلام أو لأن الموعود في القيامة حين تعرض حسناتهم على رؤوس الأشهاد فينزع ما في صدورهم من الغل
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»