تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٨
مطلق الأمر للوجوب والفور * (قال أنا خير منه) * جواب من حيث المعنى استأنف به استبعادا لأن يكون مثله مأمورا بالسجود لمثله كأنه قال المانع أني خير منه ولا يحسن للفاضل أن يسجد للمفضول فكيف يحسن أن يؤمر به فهو الذي سن التكبر وقال بالحسن والقبح العقليين أولا * (خلقتني من نار وخلقته من طين) * تعليل لفضله عليه وقد غلط في ذلك بأن رأى الفضل كله باعتبار العنصر وغفل عما يكون باعتبار الفاعل كما أشار إليها بقوله تعالى * (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) * أي بغير واسطة وباعتبار الصورة كما نبه عليه بقوله * (ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) * وباعتبار الغاية وهو ملاكه ولذلك أمر الملائكة بسجوده لما بين لهم انه اعلم منهم وان له خواص ليست لغيره والآية دليل الكون والفساد وان الشياطين أجسام كائنة ولعل إضافة خلق الإنسان إلى الطين والشيطان إلى النار باعتبار الجزء الغالب
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»