تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٢
الخفي كالهينمة والخشخشة ومنه وسوس الحلي وقد سبق في سورة البقرة كيفية وسوسته * (ليبدي لهما) * ليظهر لهما واللام للعاقبة أو للغرض على أنه أراد أيضا بوسوسته أن يسوأهما بانكشاف عورتيهما ولذلك عبر عنهما بالسوأة وفيه دليل على أن كشف العورة في الخلوة وعند الزوج من غير حاجة قبيح مستهجن في الطباع * (ما ووري عنهما من سوآتهما) * ما غطي عنهما من عوراتهما وكانا لا يريانها من أنفسهما ولا أحدهما من الآخر وانما لم تقلب الواو المضمومة همزة في المشهور كما قلبت في أو يصل تصغير واصل لان الثانية مدة وقرئ * (سوآتهما) * بحذف الهمزة والقاء حركتها على الواو وسوآتهما بقلبها واوا وادغام الواو الساكنة فيها * (وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا) * إلا كراهة أن تكونا * (ملكين أو تكونا من الخالدين) * الذين لا يموتون أو يخلدون في الجنة واستدل به على فضل الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وجوابه أنه كان من المعلوم أن الحقائق لا تنقلب وانما كانت رغبتهما في أن يحصل لهما أيضا ما للملائكة من الكمالات الفطرية والاستغناء عن الأطعمة والأشربة وذلك لا يدل على فضلهم مطلقا * (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) * أي اقسم لهما على ذلك وأخرجه على زنة المفاعلة للمبالغة وقيل أقسما له بالقبول وقيل أقسما عليه بالله انه لمن الناصحين فأقسم لهما فجعل ذلك مقاسمة
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»