تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٧
بلى أو عهد عهد الله تعالى عليهم في كتبه * (ولا ينقضون الميثاق) * ما وثقوه من المواثيق بينهم وبين الله تعالى وبين العباد وهو تعميم بعد تخصيص * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * من الرحم وموالاة المؤمنين والإيمان بجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويندرج في ذلك مراعاة جميع حقوق الناس * (ويخشون ربهم) * وعيده عموما * (ويخافون سوء الحساب) * خصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا * (والذين صبروا) * على ما تكرهه النفس ويخالفه الهوى * (ابتغاء وجه ربهم) * طلبا لرضاه لا لجزاء وسمعة ونحوهما * (وأقاموا الصلاة) * المفروضة * (وأنفقوا من ما رزقناهم) * بعضه الذي وجب عليهم إنفاقه * (سرا) * لمن لم يعرف بالمال * (وعلانية) * لمن عرف به * (ويدرؤون بالحسنة السيئة) * ويدفعونها بها فيجازون الإساءة بالإحسان أو يتبعون السيئة الحسنة فتمحوها! * (أولئك لهم عقبى الدار) * عاقبة الدنيا وما ينبغي أن يكون مآل أهلها وهي الجنة والجملة خبر الموصولات إن رفعت بالابتداء وإن جعلت صفات لأولي الألباب فاستئناف بذكر ما استوجبوا بتلك الصفات * (جنات عدن) * بدل من * (عقبى الدار) * أو مبتدأ خبر * (يدخلونها) * والعدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها وقيل هو بطنان الجنة * (ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) * عطف على المرفوع في يدخلون وإنما ساغ للفصل بالضمير الآخر أو مفعول معه والمعنى أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم وتعظيما لشأنهم وهو دليل على أن الدرجة تعلو بالشفاعة أو أن الموصوفين بتلك الصفات يقرن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة والوصلة في دخول الجنة زيادة في أنسهم وفي التقييد بالصلاح دلالة على أن مجرد الأنساب لا تنفع * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) * من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح والتحف قائلين
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»