تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٦
والمقصود من ذلك بيان منافعها * (زبد مثله) * أي ومما يوقدون عليه زبد مثل زبد الماء وهو خبثه و * (من) * للابتداء أو للتبعيض وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالياء على أن الضمير للناس وإضماره للعمل به * (كذلك يضرب الله الحق والباطل) * مثل الحق والباطل فإنه مثل الحق في إفادته وثباته بالماء الذي ينزل من السماء فتسيل به الأودية على قدر الحاجة والمصلحة فينتفع به أنواع المنافع ويمكث في الأرض بأن يثبت بعضه في منافعه ويسلك بعضه في عروق الأرض إلى العيون والقنى والآبار وبالفلز الذي ينتفع به في صوغ الحلى واتخاذ الأمتعة المختلفة ويدوم ذلك مدة متطاولة والباطل في قلة نفعه وسرعة زواله بزبدهما وبين ذلك بقوله * (فأما الزبد فيذهب جفاء) * يجفأ به أي يرمي به السيل والفلز المذاب وانتصابه على الحال وقرئ جفالا والمعنى واحد * (وأما ما ينفع الناس) * كالماء وخلاصة الفلز * (فيمكث في الأرض) * ينتفع به أهلها * (كذلك يضرب الله الأمثال) * لإيضاح المشتبهات * (للذين استجابوا) * للمؤمنين الذين استجابوا * (لربهم الحسنى) * الاستجابة الحسنى * (والذين لم يستجيبوا له) * وهم الكفرة واللام متعلقة بيضرب على أنه جعل ضرب المثل لشأن الفريقين ضرب المثل لهما وقيل للذين استجابوا خبر الحسنى وهي المثوية أو الجنة والذين لم يستجيبوا مبتدأ خبره * (لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به) * وهو على الأول كلام مبتدأ لبيان مآل غير المستجيبين * (أولئك لهم سوء الحساب) * وهو المناقشة فيه بأن يحاسب الرجل بذنبه لا يغفر منه شيء * (ومأواهم) * مرجعهم * (جهنم وبئس المهاد) * المستقر والمخصوص بالذم محذوف * (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق) * فيستجيب * (كمن هو أعمى) * عمى القلب لا يستبصر فيستجيب والهمزة لإنكار أن تقع شبهة في تشابههما بعدما ضرب من المثل * (إنما يتذكر أولوا الألباب) * ذوو العقول المبرأة عن مشايعة الألف ومعارضة الوهم * (الذين يوفون بعهد الله) * ما عقدوه على أنفسهم من الاعتراف بربوبيته حين قالوا
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»