تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٣
الممالحة المكايدة لأعدائه من محل فلان بفلان إذا كايده وعرضه للهلاك ومنه تمحل إذا تكلف استعمال الحيلة ولعل أصله المحل بمعنى القحط وقيل فعال من المحل بمعنى القوة وقيل مفعل من الحول أو الحيلة أعل على غير قياس ويعضده أنه قرىء بفتح الميم على أنه مفعل من حال يحول إذا احتال ويجوز أن يكون بمعنى الفقار فيكون مثلا في القوة والقدرة كقولهم فساعد الله أشد و موساه أحد * (له دعوة الحق) * الدعاء الحق فإنه الذي يحق أن يعبد ويدعى إلى عبادته دون غيره أو له الدعوة المجابة فإن من دعاه أجابه ويؤيده ما بعده و * (الحق) * على الوجهين ما يناقض الباطل وإضافة ال * (دعوة) * إليه لما بينهما من الملابسة أو على تأويل دعوة المدعو الحق وقيل * (الحق) * هو الله تعالى وكل دعاء إليه دعوة الحق والمراد بالجملتين إن كانت الآية في إربد وعامر أن إهلاكهما من حيث لم يشعرا به محال من الله إجابة لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم أو دلالة على أنه على الحق وإن كانت عامة فالمراد وعيد الكفرة على مجادلة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلول محاله بهم وتهديدهم بإجابة دعاء رسول صلى الله عليه وسلم عليهم أو بيان ظلالهم وفساد رأيهم * (والذين يدعون) * أي الأصنام فحذف المفعول لدلالة * (من دونه) * عليه * (لا يستجيبون لهم بشيء) * من الطلبات * (إلا كباسط كفيه) * إلا استجابة كاستجابة من بسط كفيه * (إلى الماء ليبلغ فاه) * يطلب منه أن يبلغه * (وما هو ببالغه) * لأنه جماد لا يشعر بدعائه ولا يقدر على إجابته والإتيان بغير ما جبل عليه وكذلك آلهتهم وقيل شبهوا في قلة
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»