تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣١٩
أول المغفرة بالستر والإمهال * (وإن ربك لشديد العقاب) * للكفار أو لمن شاء وعن النبي صلى الله عليه وسلم لولا عفو الله وتجاوزه لما هنأ أحد العيش ولولا وعيده وعقابه لا تكل على أحد * (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) * لعدم اعتدادهم بالآيات المنزلة عليه واقتراحا لنحو ما أوتي موسى عليهما السلام * (إنما أنت منذر) * مرسل للإنذار كغيرك من الرسل وما عليك إلا الإتيان بما تصح به نبوتك من جنس المعجزات لا بما يقترح عليك * (ولكل قوم هاد) * نبي مخصوص بمعجزات من جنس ما هو الغالب عليهم يهديهم إلى لاحق ويدعوهم إلى الصواب أو قادر على هدايتهم وهو الله تعالى لكن لا يهدي إلا من يشاء هدايته بما ينزل عليك من الآيات ثم أردف ذلك بما يدل على كمال علمه وقدرته وشمول قضائه وقدره تنبيها على أنه تعالى قادر على إنزال ما اقترحوه وإنما لم ينزل لعلمه بأن اقتراخهم للعناد دون الاسترشاد وأنه قادر على هدايتهم وإنما لم يهدهم لسبق قضائه بالكفر فقل * (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) * أي حملها أو ما تحمله على أي حال هو من الأحوال الحاضرة والمترقبة * (وما تغيض الأرحام وما تزداد) * وما تنقصه وما تزداده في الجنة والمدة والعدد وأقصى مدة الحمل أربع سنين عندنا وخمس عند مالك وسنتان عند أبي حنيفة روي أن الضحاك ولد لسنتين وهرم ابن حيان لأربع سنين وأعلى عدده لا حد له وقيل نهاية ما عرف به أربعة وإليه ذهب أبو حنيفة رضي الله عنه وقال الشافعي رحمه الله أخبرني شيخ باليمن أن امرأته ولدت بطونا في كل بطن خمسة وقيل المراد نقصان دم الحيض وازدياده وغاض جاء متعديا ولازما وكذا ازداد قال تعالى * (وازدادوا تسعا) *
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»