التمر شكلا وقدرا ورائحة وطعما وذلك أيضا مما يدل على الصانع الحكيم فإن اختلافهما مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب * (يسقى) * بالتذكير على تأويل ما ذكر وحمزة والكسائي يفضل بالياء ليطابق قوله * (يدبر الأمر) * * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * يستعملون عقولهم بالتفكير * (وإن تعجب) * يا محمد من إنكارهم البعث * (فعجب قولهم) * حقيق بأن يتعجب بالتفكر * (وإن تعجب) * يا محمد من إنكارهم البعث * (فعجب قولهم) * حقيق بأن يتعجب منه فإن من قدر على إنشاء ما قص عليك كانت الإعادة أيسر شيء عليه والآيات المعدودة كما هي دالة على وجود المبدأ فهي دالة على إمكان الإعادة من حيث إنها تدل على كمال علمه وقدرته وقبول المواد لأنواع تصرفاته * (أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) * بدل من قولهم أو مفعول له والعامل في إذا محذوف دل عليه * (أئنا لفي خلق جديد) * * (أولئك الذين كفروا بربهم) * لأنهم كفروا بقدرته على البعث * (وأولئك الأغلال في أعناقهم) * مقيدون بالضلال لا يرجى خلاصهم أو يغلون يوم القيامة * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * لا ينفكون عنها وتوسيط الفصل لتخصيص الخلود بالكفار * (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) * بالعقوبة قبل العافية وذلك لأنهم استعجلوا ما هددوا به من عذاب الدنيا استهزاء * (وقد خلت من قبلهم المثلات) * عقوبات أمثالهم من المكذبين فما لهم لم يعتبروا بهاو لم يجوزوا حلول مثلها عليهم والمثلة بفتح الثاء وضمها كالصدقة والصدقة العقوبة لأنها مثل المعاقب عليه ومنه المثال للقصاص وأمثلت الرجل من صاحبه إذا اقتصصته منه وقرئ (المثلاث) بالتخفيف و (المثلاث) باتباع الفاء العين و (المثلاث) بالتخفيف بعد الاتباع و (المثلاث) بفتح الثاء على أنها جمع مثلة كركبة وركبات * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) * مع ظلمهم أنفسهم ومحله النصب على الحال والعامل فيه المغفرة والتقييد به دليل على جواز العفو قبل التوبة فإن التائب ليس على ظلمه ومن منع ذلك خص الظلم بالصغائر المكفرة لمجتنب الكبائر أو
(٣١٨)