تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٠
يعود عليهم بنفع عاجلا وآجلا كعبادة الأصنام وتحريم البحائر والسوائب أو اتخذوا دينهم الذي كلفوهم لعبا ولهوا حيث سخروا به أو جعلوا عيدهم الذي جعل ميقات عبادتهم زمان لهو ولعب والمعنى أعرض عنهم ولا تبال بأفعالهم وأقوالهم ويجوز أن يكون تهديدا لهم كقوله تعالى * (وغرتهم الحياة الدنيا) * حتى أنكروا البعث * (وذكر به) * أي بالقرآن * (أن تبسل نفس بما كسبت) * مخافة أن تسلم إلى الهلاك وترهن بسوء عمله وأصل الأبسال والبسل المنع ومنه أسد باسل لأن فريسته لا تفلت منه والباسل الشجاع لامتناعه من قرنه وهذا بسل عليك أي حرام * (ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع) * يدفع عنها العذاب * (وإن تعدل كل عدل) * وإن تفد كل فداء والعدل الفدية لأنها تعادل المفدي وها هنا الفداء وكل نصب على المصدرية * (لا يؤخذ منها) * الفعل مسند إلى منها لا إلى ضميره بخلاف قوله * (ولا يؤخذ منها عدل) * فإنه المفدى به * (أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا) * أي سلموا إلى العذاب بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الزائغة * (لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) * تأكيد وتفصيل لذلك والمعنى هم بين ماء مغلي يتجرجر في بطونهم ونار تشتعل بأبدانهم بسبب كفرهم * (قل أندعو) * أنعبد * (من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا) * ما لا يقدر على نفعنا وضرنا * (ونرد على أعقابنا) * ونرجع إلى الشرك * (بعد إذ هدانا الله) * فأنقذنا منه ورزقنا الإسلام * (كالذي استهوته الشياطين) * كالذي ذهبت به مردة الجن في المهامة استفعال من هوى يهوي هويا إذا ذهب وقرأ حمزة (استهواه) بألف ممالة ومحل الكاف النصب على الحال من فاعل * (نرد) * أي مشبهين الذين استهوته أو على المصدر أي ردا مثل رد الذي
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»