تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٩
استدرك على المعنى وبيان للصارف لهم عن التضرع وأنه لا مانع لهم إلا قساوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم * (فلما نسوا ما ذكروا به) * من البأساء والضراء ولم يتعظوا به * (فتحنا عليهم أبواب كل شيء) * من أنواع النعم مراوحة عليهم بين نوبتي الضراء والسراء وامتحانا لهم بالشدة والرخاء إلزاما للحجة وإزاحة للعلة أو مكرا بهم لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال مكر بالقوم ورب الكعبة وقرأ ابن عامر * (فتحنا) * بالتشديد في جميع القرآن ووافقه يعقوب فيما عدا هذا والذي في الأعراف * (حتى إذا فرحوا) * أعجبوا * (بما أوتوا) * من النعم ولا يزيدوا غير البطر والاشتغال بالنعم عن المنعم والقيام بحقه سبحانه وتعالى * (أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) * متحسرون آيسون * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا) * أي آخرهم بحيث لم يبق منهم أحد من دبره دبرا ودبورا إذا تبعه * (والحمد لله رب العالمين) * على إهلاكهم فإن هلاك الكفار والعصاة من حيث إنه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم نعمة جليلة يحق أن يحمد عليها * (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) * أصمكم وأعماكم * (وختم على قلوبكم) * بأن يغطي عليها ما يزول به عقلكم وفهمكم * (من إله غير الله يأتيكم به) * أي بذلك أو بما أخذ وختم عليه أو بأحد هذه المذكورات * (انظر كيف نصرف الآيات) * نكررها تارة من جهة المقدمات العقلية وتارة من جهة الترغيب والترهيب وتارة بالتنبيه والتذكير بأحوال المتقدمين (ثم هم يصدقون) يعرضون عنها وثم لاستبعاد الإعراض بعد تصريف الآيات وظهورها
(٤٠٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»