تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤١٤
يعود إليه * (فإنه غفور رحيم) * فتحه من فتح الأول غير نافع على إضمار مبتدأ أو خبر أي فأمره أو فله غفرانه * (وكذلك) * ومثل ذلك التفضيل الواضح * (نفصل الآيات) * أي آيات القرآن في صفة المطيعين والمجرمين المصرين منهم والأوابين * (ولتستبين سبيل المجرمين) * قرأ نافع بالتاء ونصب السبيل على معنى ولنستوضح يا محمد سبيلهم فتعامل كلا منهم بما يحق لهم فصلنا هذا التفصيل وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وحفص عن عاصم برفعه على معنى ولنبين سبيلهم والباقون بالياء والرفع على تذكير السبيل فإنه يذكر ويؤنث ويجوز أن يعطف على علة مقدرة أي نفصل الآيات ليظهر الحق ويستبين * (قل إني نهيت) * صرفت وزجرت بما نصب لي من الأدلة وأنزل علي من الآيات في أمر التوحيد * (أن أعبد الذين تدعون من دون الله) * عن عبادة ما تعبدون من دون الله أو ما تدعونه آلهة أي تسمونها * (قل لا أتبع أهواءكم) * تأكيد لقطع أطماعهم وإشارة إلى الموجب للنهي وعلة الامتناع عن متابعتهم واستجهال لهم وبيان لمبدأ ضلالهم وأن ما هم عليه هوى وليس يهدي وتنبيه لمن تحرى الحق على أن يتبع الحجة ولا يقلد * (قد ضللت إذا) * أي اتبعت أهواءكم فقد ضللت * (وما أنا من المهتدين) * أي في شيء من الهدى حتى أكون من عدادهم وفيه تعريض بأنهم كذلك * (قل إني على بينة) * تنبيه على ما يجب اتباعه بعد ما بين ما لا يجوز اتباعه والبينة الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل وقيل المراد بها القرآن والوحي أو الحجج العقلية أو ما يعمها * (من ربي) * من معرفته وأنه لا معبود سواه ويجوز أن يكون صفة
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»