تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٣
الملك على الكناية وأنهم لا يؤتون الناس شيئا وإذا وقع بعد الواو والفاء لا لتشريك مفرد جاز فيه الإلغاء والإعمال ولذلك قرئ فإذا لا يؤتوا الناس على النصب * (أم يحسدون الناس) * بل أيحسدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو العرب أو الناس جميعا لأن من حسد على النبوة فكأنما حسد الناس كلهم كمالهم ورشدهم وبخعهم وأنكر عليهم الحسد كما ذمهم على البخل وهما شر الرذائل وكأن بينهما تلازما وتجاذبا * (على ما آتاهم الله من فضله) * يعني النبوة والكتاب والنصرة والإعزاز وجعل النبي الموعود منهم * (فقد آتينا آل إبراهيم) * الذين هم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم وأبناء عمه * (الكتاب والحكمة) * النبوة * (وآتيناهم ملكا عظيما) * فلا يبعد أن يؤتيه الله مثل ما آتاهم * (فمنهم) * من اليهود * (من آمن به) * بمحمد صلى الله عليه وسلم أو بما ذكر من حديث آل إبراهيم * (ومنهم من صد عنه) * أعرض عنه ولم يؤمن به وقيل معناه فمن آل إبراهيم من آمن به ومنهم من كفر ولم يكن في ذلك توهين أمره فكذلك لا يوهن كفر هؤلاء أمرك * (وكفى بجهنم سعيرا) * نارا مسعورة يعذبون بها أي إن لم يعجلوا بالعقوبة فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم * (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) * كالبيان والتقرير لذلك * (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) *
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»