تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٥٠
متعددة أو بمراتب متباعدة وهو محمد صلى الله عليه وسلم فإنه خصه بالدعوة العامة والحجج المتكاثرة والمعجزات المستمرة والآيات المتعاقبة بتعاقب الدهر والفضائل العلمية والعملية الفائتة للحصر والإبهام لتفخيم شأنه كأنه العلم المتعين لهذا لوصف المستغني عن التعيين وقيل إبراهيم عليه السلام خصصه بالخلة التي هي أعلى المراتب وقيل إدريس عليه السلام لقوله تعالى * (ورفعناه مكانا عليا) * وقيل أولو العزم من الرسل * (وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) * خصه بالتعيين لإفراط اليهود والنصارى في تحقيره وتعظيمه وجعل معجزاته سبب تفضيله لأنها آيات واضحة ومعجزات عظيمة لم يستجمعها غيره * (ولو شاء الله) * أي هدى الناس جميعا * (ما اقتتل الذين من بعدهم) * من بعد الرسل * (من بعد ما جاءتهم البينات) * أي المعجزات الواضحة لاختلافهم في الدين وتضليل بعضهم بعضا * (ولكن اختلفوا فمنهم من آمن) * بتوفيقه التزام دين الأنبياء تفضلا * (ومنهم من كفر) * لإعراضه عنه بخذلانه * (ولو شاء الله ما اقتتلوا) * كرره للتأكيد * (ولكن الله يفعل ما يريد) * فيوفق من يشاء فضلا ويخذل من يشاء عدلا والآية دليل على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام متفاوتة الأقدام وأنه يجوز تفضيل بعضهم على بعض
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 ... » »»