تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٥٥
تصوير لعظمته وتمثيل مجرد كقوله تعالى * (وما قدروا الله حق قدره) * * (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) * ولا كرسي في الحقيقة ولا قاعد. وقيل كرسيه مجاز عن علمه أو ملكه مأخوذ من كرسي العالم والملك وقيل جسم بين يدي العرش ولذلك سمي كرسيا محيط بالسموات السبع لقوله عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع والأرضون السبع من الكرسي إلا كحلقة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ولعله الفلك المشهور بفلك البروج وهو في الأصل اسم لما يقعد عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد وكأنه منسوب إلى الكرسي وهو الملبد * (ولا يؤوده) * أي ولا يثقله مأخوذ من الأود وهو الاعوجاج * (حفظهما) * أي حفظه السماوات والأرض فحذف الفاعل وأضاف المصدر إلى المفعول * (وهو العلي) * المتعالي عن الأنداد والأشباه * (العظيم) * المستحقر بالإضافة إليه كل ما سواه. وهذه الآية مشتملة على أمهات المسائل الإلهية فإنها دالة على أنه تعالى موجود واحد في الألوهية متصف بالحياة واجب الوجود لذاته موجد لغيره إذ القيوم هو القائم
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»