تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٤٨
وتخذيلا للقليل وكأنهم تقاولوا به والنهر بينهما * (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) * بحكمه وتيسيره و * (كم) * تحتمل الخبر والاستفهام و * (من) * مبينة أو مزيدة والفئة الفرقة من الناس من فأوت رأسه إذا شققته أو من فاء رجع فوزنها فعة أو فلة * (والله مع الصابرين) * بالنصر والإثابة. * (ولما برزوا لجالوت وجنوده) * أي ظهروا لهم ودنوا منهم * (قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) * التجؤوا إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وفيه ترتيب بليغ إذ سألوا أولا إفراغ الصبر في قلوبهم الذي هو ملاك الأمر ثم ثبات القدم في مداحض الحرب المسبب عنه ثم النصر على العدو المترتب عليهما غالبا. * (فهزموهم بإذن الله) * فكسروهم بنصره أو مصاحبين لنصره إياهم إجابة لدعائهم * (وقتل داود جالوت) * قيل كان إيشا في عسكر طالوت معه ستة من بنيه وكان داود سابعهم وكان صغيرا يرعى الغنم فأوحى الله إلى نبيهم أنه الذي يقتل جالوت فطلبه من أبيه فجاء وقد كلمه في الطريق ثلاثة أحجار وقالت له إنك بنا تقتل جالوت فحملها في مخلاته ورماه بها فقتله ثم زوجه طالوت بنته * (وآتاه الله الملك) * أي ملك بني إسرائيل ولم يجتمعوا قبل داود على ملك * (والحكمة) * أي النبوة * (وعلمه مما يشاء) * كالسرد وكلام الدواب والطير * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) * ولولا أنه سبحانه وتعالى يدفع بعض الناس ببعض وينصر المسلمين على الكفار ويكف بهم فسادهم لغلبوا وأفسدوا في الأرض أو لفسدت الأرض بشؤمهم وقرأ نافع هنا وفي الحج دفاع الله.
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 ... » »»