تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٦١
عن معرفة طريق الإحياء واستعظاما لقدرة المحيي إن كان القائل مؤمنا واستبعادا إن كان كافرا و * (إني) * في موضع نصب على الظرف بمعنى متى أو على الحال بمعنى كيف * (فأماته الله مائة عام) * فألبثه ميتا مائة عام أو أماته الله فلبث ميتا مائة عام * (ثم بعثه) * بالإحياء * (قال كم لبثت) * القائل هو الله وساغ أن يكلمه وإن كان كافرا لأنه آمن بعد البعث أو شارف الإيمان وقيل ملك أو نبي * (قال لبثت يوما أو بعض يوم) * كقول الظان وقيل إنه مات ضحى وبعث بعد المائة قبيل الغروب فقال قبل النظر إلى الشمس يوما ثم التفت فرأى بقية منها فقال أو بعض يوم على الإضراب * (قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) * لم يتغير بمرور الزمان واشتقاقه من السنة والهاء أصلية إن قدرت لام السنة هاء وهاء سكت إن قدرت واوا وقيل أصله لم يتسنن من الحمأ المسنون فأبدلت النون الثالثة حرف علة كتقضي البازي وإنما أفرد الضمير لأن الطعام والشراب كالجنس الواحد وقيل كان طعامه تينا وعنبا وشرابه عصيرا أو لبنا وكان الكل على حاله وقرأ حمزة والكسائي لم يتسن بغير الهاء في الوصل * (وانظر إلى حمارك) * كيف تفرقت عظامه أو انظر إليه سالما في مكانه كما ربطته حفظناه بلا ماء وعلف كما حفظناه الطعام والشراب من التغير والأول أدل على الحال وأوفق لما بعده * (ولنجعلك آية للناس) * أي وفعلنا ذلك
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»