تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٩٢
منهم أن المراد به معنى الولادة فاعتقدوا ذلك تقليدا ولذلك كفر قائله ومنع منه مطلقا حسما لمادة الفساد. * (وقال الذين لا يعلمون) * أي جهلة المشركين أو المتجاهلون من أهل الكتاب * (لولا يكلمنا الله) * هلا يكلمنا الله كما يكلم الملائكة أو يوحي إلينا بأنك رسوله * (أو تأتينا آية) * حجة على صدقك والأول استكبار والثاني جحود لأن ما أتاهم آيات الله استهانة به وعنادا * (كذلك قال الذين من قبلهم) * من الأمم الماضية * (مثل قولهم) * فقالوا * (أرنا الله جهرة) * * (هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء) * * (تشابهت قلوبهم) * قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى والعناد وقرئ بتشديد الشين * (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) * أي يطلبون اليقين أو يوقنون الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد وفيه إشارة إلى أنهم ما قالوا ذلك لخفاء في الأيات أو لطلب مزيد اليقين وإنما قالوه عتوا وعنادا. * (إنا أرسلناك بالحق) * متلبسا مؤيدا به * (بشيرا ونذيرا) * فلا عليك إن أصروا وكابروا * (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) * ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وقرأ نافع ويعقوب لا تسأل على أنه نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه أو تعظيم لعقوبة الكفار كأنها لفظاعتها لا يقدر أن يخبر عنها أو السامع لا يصبر على استماع خبرها فنهاه عن السؤال والجحيم المتأجج من النار.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»