تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
الله تعالى عنه مدارس اليهود يوما فسألهم عن جبريل فقالوا ذاك عدونا يطلع محمدا على أسرارنا وإنه صاحب كل خسف وعذاب وميكائيل عن يساره وبينهما عداوة فقال لئن كانا كما تقولون فليسا بعدوين ولأنتم أكفر من الحمير ومن كان عدو أحدهما فهو عدو الله ثم رجع عمر فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فقال عليه الصلاة والسلام لقد وافقك ربك يا عمر وفي جبريل ثمان لغات قرىء بهن أربع في المشهور جبرئيل كسلسبيل قراءة حمزة والكسائي و (جبريل) بكسر الراء وحذف الهمزة قراءة ابن كثير وجبرئيل كجحمرش قراءة عاصم برواية أبي بكر و (جبريل) كقنديل قراءة الباقين وأربع في الشواذ جبرائيل كجبراعيل وجبريل وجبرين ومنع صرفه للعجمة والتعريف ومعناه عبد الله * (فإنه نزله) * البارز الأول لجبريل والثاني للقرآن وإضماره غير مذكور يدل على فخامة شأنه كأنه لتعينه وفرط شهرته لم يحتج إلى سبق ذكره * (على قلبك) * فإنه القابل الأول للوحي ومحل الفهم والحفظ وكان حقه على قلبي لكنه جاء على حكاية كلام الله تعالى كأنه قال قل ما تكلمت به * (بإذن الله) * بأمره أو تيسيره حال من فاعله نزله * (مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين) * أحوال من مفعوله والظاهر أن جواب الشرط * (فإنه نزله) * والمعنى من عادى منهم جبريل فقد خلع ربقه الإنصاف أو كفر بما معه من الكتاب بمعاداته إياه لنزوله عليك بالوحي لأ نه نزول كتابا مصدقا للكتب المتقدمة فحذف الجواب وأقيم علته مقامه أو من عاداه فالسبب في
(٣٦٧)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»