تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٩
مستعار من الأغلف الذي لم يختن وقيل أصله غلف جمع غلاف فخفف والمعنى أنها أوعية للعلم لا تسمع علما إلا وعته ولا تعي ما تقول أو نحن مستغنون بما فيها عن غيره * (بل لعنهم الله بكفرهم) * رد لما قالوه والمعنى أنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق ولكن الله خذلهم بكفرهم كما قال تعالى * (فأصمهم وأعمى أبصارهم) * أو هم كفرة ملعونون فمن أين لهم دعوى العلم والاستغناء عنك * (فقليلا ما يؤمنون) * فإيمانا قليلا يؤمنون وما مزيده للمبالغة في التقليل وهو إيمانهم ببعض الكتاب وقيل أراد بالقلة العدم. * (ولما جاءهم كتاب من عند الله) * يعني القرآن * (مصدق لما معهم) * من كتابهم وقرئ بالنصب على الحال من كتاب لتخصصه بالوصف وجواب لما محذوف دل عليه جواب لما الثانية * (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) * أي يستنصرون على المشركين ويقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة أو يفتحون عليهم ويعرفونهم أن نبيا يبعث منهم وقد قرب زمانه والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل يسأل ذلك عن نفسه * (فلما جاءهم ما عرفوا) * من الحق * (كفروا به) * حسدا وخوفا على الرياسة * (فلعنة الله على الكافرين) * أي عليهم وأتى بالمظهر للدلالة على أنهم لعنوا لكفرهم فتكون اللام للعهد ويجوز أن تكون للجنس ويدخلون فيه دخولا أوليا لأن الكلام فيهم. * (بئسما اشتروا به أنفسهم) * ما نكرة بمعنى شيء مميزة لفاعل بئس المستكن
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»