تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٤٨
أو يؤمنوا لأجل دعوتكم يعني اليهود * (وقد كان فريق منهم) * طائفة من أسلافهم * (يسمعون كلام الله) * يعني التوراة * (ثم يحرفونه) * كنعت محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم أو تأويله فيفسرونه بما يشتهون وقيل هؤلاء من السبعين المختارين سمعوا كلام الله تعالى حين كلم موسى عليه السلام بالطور ثم قالوا سمعنا الله تعالى يقول في آخره إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا * (من بعد ما عقلوه) * أي فهموه بعقولهم ولم يبق لهم فيه ريبة * (وهم يعلمون) * أنهم مفترون مبطلون ومعنى الآية أن أحبار هؤلاء ومقدميهم كانوا على هذه الحالة فما ظنك بسفلتهم وجهالهم وأنهم إن كفروا وحرفوا فلهم سابقة في ذلك. * (وإذا لقوا الذين آمنوا) * يعني منافقيهم * (قالوا آمنا) * بأنكم على الحق وإن رسولكم هو المبشر به في التوراة * (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا) * أي الذين لم ينافقوا منهم عاتبين على من نافق * (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) * بما بين لكم في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم أو الذين نافقوا لأعقابهم إظهارا للتصلب في اليهودية ومنعا لهم عن إبداء ما وجدوا في كتابهم فينافقون الفريقين فالاستفهام على الأول تقريع وعلى الثاني إنكار ونهي * (ليحاجوكم به عند ربكم) * ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه جعلوا محاجتهم بكتاب الله وحكمه محاجة عنده كما يقال عند الله كذا ويراد به أنه جاء في كتابه وحكمه وقيل عند ذكر ربكم أو بين يدي رسول ربكم وقيل عند ربكم في القيامة وفيه نظر إذ الإخفاء لا يدفعه * (أفلا تعقلون) * إما من تمام كلام اللائمين وتقديره أفلا تعقلون أنهم يحاجونكم به فيحجونكم أو خطاب من الله تعالى للمؤمنين متصل بقوله * (أفتطمعون) * والمعنى أفلا تعقلون حالهم وأن لا مطمع لكم في إيمانهم.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»