تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٣٣٧
المعنى لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح، عن الحسن وابن جريج.
وقيل: المعنى لو كنت أعلم الغيب لأجبت عن كل ما أسأل عنه. وكله مراد، والله أعلم.
(وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) هذا استئناف كلام، أي ليس بي جنون، لأنهم نسبوه إلى الجنون. وقيل: هو متصل، والمعنى لو علمت الغيب لما مسني سوء ولحذرت، " ودل على هذا قوله تعالى: إن أنا إلا نذير مبين (1) ".
قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس وحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشيها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين (186) فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون (190) فيه سبع مسائل: الأولى - قوله تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) قال جمهور المفسرين:
المراد بالنفس الواحدة آدم. (وجعل منها زوجها) يعني حواء. (ليسكن إليها) ليأنس بها ويطمئن، وكان هذا كله في الجنة. ثم ابتدأ بحالة أخرى هي في الدنيا بعد هبوطهما فقال:
(فلما تغشاها) كناية عن الوقاع. (حملت حملا خفيفا) كل ما كان في بطن أو على رأس شجرة فهو حمل بالفتح. وإذا كان على ظهر أو على رأس فهو حمل بالكسر. وقد حكى يعقوب في حمل النخلة الكسر. وقال أبو سعيد السيرافي: يقال في حمل المرأة حمل وجمل، يشبه مرة لاستبطانه بحمل المرأة، ومرة لبروزه وظهوره بحمل الدابة. والحمل أيضا مصدر حمل عليه يحمل حملا إذا صال. (فمرت به) يعني المني، أي استمرت بذلك الحمل الخفيف. يقول:
تقوم وتقعد وتقلب، ولا تكترث بحمله إلى أن ثقل، عن الحسن ومجاهد وغيرهما. وقيل:

(1) من ج. وفى ب: إن أنا إلا نذير وبشير.
(٣٣٧)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»