تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٠
سورة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة الجمعة من [آية 1 - 9] * (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) * كل وضع لا تطلع العقول البشرية على سببه فهو من طور وراء العقل المشوب بالوهم لامتناع وقوع التخصيص من غير مخصص كوضع حروف التهجي وأيام الأسابيع، بل وضع اللغات كلها، فإن في كل بقعة من بقاع الأرض لغة لا شك في أن أول التكلم بها أمر توقيفي اقتضاه استعداد خاص باجتماع أمور سفلية وعلوية لا يمكننا ضبطها، ولو قلنا بالاصطلاح لكان لا يخلو أيضا من سبب يوجب الاصطلاح على ذلك الوضع المخصوص، فأيام الأسبوع وضعت بإزاء الأيام الإلهية التي هي مدة الدنيا وقد اشتهر فيما بين الناس في جميع الأعصار أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة على عدد الكواكب السبعة، فكل ألف سنة يوم من أيام الله لقوله:
* (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) * [الحج، الآية: 47]. وتفيد مدة الدنيا بالسبعة هو أن جميع مدة دور الخفاء المطلق ستة آلاف سنة ويبتدئ الظهور في السابع مع ظهور محمد عليه السلام كما قال: ' بعثت أنا والساعة كهاتين '، وجمع بين السبابة والوسطى. ويزداد إلى تمام سبعة آلاف سنة من لدن آدم عليه السلام أول الأنبياء إلى زمان المهدي عليه السلام، وينقضي الخفاء بالظهور التام لقيام الساعة ووقوع القيامة الكبرى وعند ذلك يظهر فناء الخلق والبعث والنشور والحساب ويتميز أهل النار وأهل الجنة ويرى عرش الله بارزا كما حكى حارثة رضي الله عنه عن شهوده وهي في الآخرة.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»