وصاحبته وبنيه) * [عبس، الآيات: 34 - 36]. ثم علمهم طريق التوحيد بالتأسي بالموحد الحقيقي السابق إبراهيم النبي عليه السلام وأصحابه * (لأستغفرن لك) * أي: لأطلبن لك الغفران بمحو صفاتك وسيئات أعمالك بالنور الإلهي * (وما أملك) * إلا الطلب. وأما وجود ذلك فأمر متعلق بمشيئة الله وعنايته كما قال: * (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) * [القصص، الآية: 56].
* (ربنا عليك توكلنا) * بالخروج عن أفعالنا بشهود أفعالك * (وإليك أنبنا) * بمحو صفاتنا بمطالعة صفاتك * (وإليك المصير) * بفناء ذواتنا ووجوداتنا في ذاتك وهو التوحيد التام.
* (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) أي: إنا لا نخافهم ولا نرى لهم تأثيرا ولا وجودا ولكنا نعوذ بعفوك من عقابك حتى لا تعاقبنا بهم ولا تبلينا بأيديهم بسبب ما فرط منا من السيئات والظهور بالصفات * (واغفر لنا) * ذنوب تفريطاتنا بالعفو لا بالعقوبة * (إنك أنت العزيز) * القوي على عقابنا بهم وعلى دفعهم عنا وقمعهم وقهرهم * (الحكيم) * لا يفعل أحد الأمرين ولا يختاره إلا بمقتضى الحكمة ثم كرر وجوب التأسي بإبراهيم وأصحابه وأثبته لمن كان في بداية التوحيد في مقام الرجاء وتوقع الكمال.
تفسير سورة الممتحنة من [آية 7 - 13] * (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) * برفع موجب العداوة الذي هو الكفر، إذ الاحتجاب ليس أمرا فطريا بل الإيمان بمقتضى الفطرة الأصلية والتحاب وإنما حدث الكفر عند الاحتجاب بالنشأة والانغمار في الغواشي الطبيعية