تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
النفس * (يسعى) * إذ لا حركة أسرع من حركته يحذره عن استيلائهم عليه وينبهه على تشاورهم وتظاهرهم عند ظهور سلطان الوهم عليه ومقابلته ومماراته ومجادلته له على هلاكه بالإضلال * (فأخرج) * عن مدينتهم حدود سلطنتهم إلى مقام الروح * (إني لك من الناصحين) * * (فخرج) * بالأخذ في المجاهدة في الله ودوام الحضور والمراقبة * (خائفا) * من غلبتهم، ملتجئا إلى الله في طلب النجاة من ظلمهم.
* (ولما توجه تلقاء مدين) * مقام الروح، غلب رجاؤه على الخوف لقوة الإرادة وطلب الهداية الحقانية بالأنوار الروحية والتجليات الصفاتية إلى سواء سبيل التوحيد وطريقة السير في الله.
* (ولما ورد ماء مدين) * أي: مورد علم المكاشفة ومنهل علم السر والمكالمة * (وجد عليه أمة من الناس) * من الأولياء والسالكين في الله والمتوسطين الذين مشربهم من منهل المكاشفة * (يسقون) * قواهم ومريديهم منه، أو العقول المقدسة والأرواح المجردة من أهل الجبروت فإنها في الحقيقة أهل ذلك المنهل، يسقون منه أغنام النفوس السماوية والإنسية وملكوت السماوات والأرض * (ووجد من دونهم) * من مرتبة أسفل من مرتبتهم * (امرأتين) * هما العاقلتان النظرية والعملية * (تذودان) * أغنام القوى عنه لكون مشربها من العلوم العقلية والحكمة العملية قبل وصول موسى القلب إلى المناهل الكشفية والموارد الذوقية ولا نصيب لها من علوم المكاشفة * (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) * أي: شربنا من فضلة رعاء الأرواح والعقول المقدسة عند صدورها عن المنهل متوجهة إلينا، مفيضة علينا فضلة الماء * (وأبونا) * الروح * (شيخ كبير) * أكبر من أن يقوم بالسقي * (فسقى لهما) * من مشرب ذوقه ومنهل كشفه بالإفاضة على جميع القوى من فيضه، لأن القلب إذا ورد منهلا ارتوى من فيضه في تلك الحالة جميع القوى وتنورت بنوره * (ثم تولي) * من مقامه * (إلى الظل) * أي: ظل النفس في مقام الصدر مستحقرا لعلمه المعقول بالنسبة إلى العلوم الكشفية مستمدا من فضل الحق ومقامه القدسي والعلم اللدني الكشفي.
* (فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) * أي: محتاج سائل لما أنزلت إلي من الخير العظيم الذي هو العلم الكشفي وهو مقام الوجد والشوق، أي: الحال السريع الزوال وطلبه حتى يصير ملكا.
* (فجاءته إحداهما) * هي النظرية المتنورة بنور القدس التي تسمى حينئذ القوة القدسية * (تمشي على استحياء) * لتأثرها منه وانفعالها بنوره * (إن أبي يدعوك) * أشار به إلى الجذبة الروحية بنور القوة القدسية واللمة الملكية * (ليجزيك أجر ما سقيت لنا) * أي: ثواب ارتواء القوى الشاغلة الحاجبة من استفاضتك وتنورها بنورك فإنها إذا انفعلت
(١١٣)
مفاتيح البحث: الغلّ (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»