تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٦٩
كآية الرجم * (نأت بخير منها) * أي: بما هو أصلح في بابه منها في بابها أو يساويها في الخير والصلاح. واعلم أن الأحكام المثبتة في اللوح المحفوظ إما مخصوصة وإما عامة، والمخصوصة إما أن تختص بحسب الأشخاص وإما أن تختص بحسب الأزمنة، فإذا نزلت بقلب الرسول فالتي تختص بالأشخاص تبقى بقاء الأشخاص، والتي تختص بالأزمنة تنسخ وتزال بانقراض تلك الأزمنة، قصيرة كانت كمنسوخات القرآن، أو طويلة كأحكام الشرائع المتقدمة. ولا ينافي ذلك ثبوتها في اللوح إذ كانت فيه كذلك، والعامة تبقى ما بقي الدهر كتكلم الإنسان واستواء قامته مثلا.
* (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض) * أي: له ملك سماوات عالم الأرواح وأرض الأجساد وهو المتصرف فيهما بيد قدرته بل كله ظاهره وباطنه فلم يبق شيء غيره ينصركم ويليكم.
[آية 108 - 112] * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) * من قبل اللذات الدينية الحسية والشهوات الخسيسة النفسية * (كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل) * الظلمة بالنور * (فقد ضل) * الطريق المستقيم.
* (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) * أي: قالت اليهود: لن يدخل الجنة المعهودة عندهم، أي: جنة الظاهر وعالم الملك التي هي جنة الأفعال وجنة النفس إلا من كان هودا. وقالت النصارى: لن يدخل الجنة المعهودة عندهم، أي: جنة الباطن وعالم الملكوت التي هي جنة الصفات، وجنة القلب إلا من كان نصرانيا. ولهذا قال عيسى عليه السلام في دعوتهم إلى جنتهم: ((لن يلج ملكوت السماوات من لم يولد مرتين))، وكانت دعوته إلى السماء، أي: السماء الروحانية * (تلك أمانيهم) * أي: غاية مطالبهم التي وقفوا على حدها واحتجبوا بها عما فوقها * (قل هاتوا برهانكم) * أي: دليلكم الدال على نفي دخول غيركم جنتكم * (إن كنتم
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»