تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٦٨
والطير وعلم الحيل والشعبذة والموهومات والمتخيلات والسفسطة. * (وما كفر سليمان) * بإسناد التأثير إلى غير الله، إذ السحر كفر واحتجاب عن مؤثرية الله، بإسناد التأثير إلى غيره * (ولكن الشياطين كفروا) * احتجبوا ولم يعلموا أن لا مؤثر إلا الله * (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين) * أي: العقل النظري والعملي المائلين إلى النفس المنكوسين من بئر الطبيعة لتوجههما إليها باستجذاب النفس إياهما إليها * (ببابل) * الصدر المعذبين بضيق المكان بين أبخرة المواد وأدخنة نيران الشهوات من العلوم والأعمال من باب الحيل والنيرنجات والطلسمات على التأويلين * (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة) * امتحان وبلاء من الله لقوة النورية وبقية الملكوتية فيهما، فينبهان على حالهما بالنور العقلي * (فلا تكفر) * باستعمال هذا العلم في المفاسد والمناهي وإسناد التأثير إليه * (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين) * القلب والنفس، وبين الروح والنفس، وتكدير القلب * (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) * أي: إلا إذا أراد الله أن يضره عند ذلك الفعل، فيفعل ما يريد ويكون زيادة ابتلاء للساحر وإمهالا له في كفره واحتجابه لرؤيته ذلك من تأثير سحره. * (ويتعلمون ما يضرهم) * بزيادة الاحتجاب وشدة الميل والهوى * (ولا ينفعهم) * في رفع الحجاب برؤيتهم ذلك ابتلاء من الله واستعاذاتهم بالله ليقيهم من شره. * (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) * أي: نصيب، لإقباله على النفس والهوى بالكلية واستعمال ذلك في اكتساب حطام الدنيا وتمتعاتها.
[آية 103 - 105] * (ولو أنهم آمنوا) * برؤية الأفعال من الله * (واتقوا) * الشرك بنسبة التأثير إلى غيره * (لمثوبة) * دائمة كائنة * (من عند الله) * من الأنوار الروحية، والمواهب الفتوحية، والأحوال القلبية، والمعارف الإلهية * (خير لو كانوا يعلمون) *.
[آية 106 - 107] * (ما ننسخ من آية) * بإبطال حكمها وإبقاء لفظها ومعناها، أو لفظها دون معناها،
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»